فصل: المبحث الثاني: قراءة في مقالة: المصريون في مهب الريح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: قراءة في فكر علماء الإستراتيجية (نسخة منقحة)



.أسئلة وإجابات:

وبعد أن انتهى د، مراد هوفمان من حديثه، دار بينه وبين وُعّاظ الأوقاف وعلماء الإسلام حوار مهم، بدأه الشيخ محمد عبد السلام بسؤال حول كيفية تغيير صورة الإسلام في الغرب، وإقامة علاقة سليمة بينه وبين المسلمين خاصة، وأن الغرب لديه حب السيطرة والنفوذ والسيادة؟
وأجاب د، هوفمان مؤكداً أنه لا ينبغي أن نبالغ في تصوير العداء الغربي للإسلام، فهناك خوف غربي مشروع على الهوية الغربية، ففي ألمانيا أو فرنسا يوجد ملايين من المسلمين وهم لا ينتمون إلى البلد نفسها أو! جنس سكانها، وبالتالي فهم يسببون توتراً، وبالتالي نرى عداء الغرب يزيد لا بسبب أنهم مسلمون، ولكن لأنهم مواطنون مختلفون في الهوية والانتماء، ولكنى أؤكد أننا بحاجة إلى أن نفتح حواراً معهم خاصة وأن الدين الإسلامي أصبح يواجه تقديراً واحتراماً في الغرب، ونؤكد لهم جميعاً أننا لا نهدف إلى إجبارهم على اعتناق ديننا، بل إن قرآننا أكد أن الله خلقنا شعوباً وقبائل ذات أعراق وأديان وجنسيات مختلفة، لنتعارف ونتآلف.
وأعتقد أننا لو نجحنا في طمأنة الغربيين فسوف يحقق الإسلام انتصارات جديدة كبرى.
(المراكز الإسلامية في الغرب):
وسأل د. حسن الشافعي وكيل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة د. هوفمان عن تقييمه لعمل المراكز الإسلامية في الغرب، وكيفية تغيير المناهج الدراسية لأبناء الغرب والتي شوهت صورة الإسلام في عقولهم؟
وأجاب هوفمان مشيراً إلى أن: على المؤسسات الإسلامية أن تكثف جهودها لتأهيل دعاتها العاملين في الغرب، بحيث يكونون على قدر كاف من العلم ومعرفة طبيعة جمهورهم المستهدف، لأنه من المهم أن يفهم الداعية لغة وظروف ونفسية مخاطبيه، وألا تعتمد تلك المؤسسات على الدعاة الذين تبعثهم أو ترشحهم الحكومات الإسلامية في الغرب؟ لأن الواقع أكد أن دعاة الحكومات عادة يكونون غير مدربين، وغير مؤهلين، كما أن المسلمين في الغرب يرفضونهم بسبب تبعيتهم للحكومات، وهذا خط لابد من تداركه حيث يقلل من فرصة انتشار الإسلام بقوة في الغرب.
وأضاف هوفمان: إن هناك كثيراً من المثقفين الإسلاميين في الغرب وأنا منهم يقومون حالية برصد الأخطاء الواردة في الكتب التعليمية الغربية عن الإسلام في العلوم كافة تمهيداً للرد عليها في كتيبات تصدر قريباً، كما نحاول إقناع السلطات التعليمية في الغرب بتصحيح تلك الأخطاء، وعلى أية حال فإن بعض الأخطاء جاءت نتيجة عدم الفهم الكامل، والدراسة التامة بأصول الإسلام والقرآن الكريم، ونأمل في تغييرها وتصويبها.
صورة الإسلام في الغرب:
وسأل د. مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية د. هوفمان حول تصوره لأسلوب الدعوة الصحيح مستعرضاً تجربته، حينما كان مستشاراً ثقافياً لمصر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يعامله الأمريكيون في البداية بأسلوب ليس طيباً، بسبب ما يسمعونه عن إرهاب وتوحش العرب والمسلمين؟
وقال د. هوفمان: إننا نحتاج لأسلوب دعوة جديد للإسلام في الغرب، فعلينا أن نعرف أولاً طبيعة المجموعات المستهدفة، وقبل أن أوجه رسالتي يجب أن يكون المستقبل مقتنعاً بما أقول من آراء وتوجيهات... وفي الغرب هناك أناس لا يعترفون ولا يؤمنون بالله، وبالتالي لا يعقل أن أقول لهم قال الله كذا... وكذا، ولكن على أن أوجه لهم رسالة علمية واضحة بحقائق كونية وبراهين مختلفة، ثم أقارن هذه الحقائق بما جاء في كتاب الله، كما أن الدعوة في الغرب لا تتطلب إسرافاً في الأمور بحيث يصبح الداعية منبوذاً بسبب كثرة ما يمليه على المتلقي، ولكن عليه أن يعرف شخصية ونفسية الموجه إليه الرسالة، حتى لا يتحول الأمر في النهاية إلى العكس، لأن الناس في أوروبا يحتاجون أولاً إلى إقناع، ثم دعوة في المقام الثاني، فلو اقتنع الفرد بما يقوله الداعية فسيكون من السهل عرض الرسالة عليه بالأسلوب اللين السهل، ومع ذلك فلابد أن نعلم أن لديننا ربّاً يحميه، فصورة المسلمين اليوم وما يفعله بعض حكامهم يصدم العقلية الغربية في الإسلام، ورغم ذلك فإن الله بيده كل شيء، وتغيير الأمور إلى الأحسن، فمن كان يصدق أن شخصاً مجرماً مُضللاً للإنسانية مثل مالكوم ماكس سيتحول للإسلام في أمريكا، ويعود من مكة داعية للإسلام، ويقطع صلته بالإجرام والإرهاب، ويتسبب في دخول آلاف الأمريكيين في الإسلام.
وأضاف هوفمان: لقد أمضيت 4 سنوات من عمري مديرا لحلف الأطلنطي ورأيت كيف يخططون لإبادة الإسلام وتشويه صورته، ولكنى أقول إن الله سيظهر دينه، وسينتشر أكثر وأكثر، وسيكون الإسلام هو دين البشرية مستقبلا أو كما قلت سابقا في كتبي ومؤلفاتي: إن الإسلام هو الدين البديل والأقوى اليوم للبشرية الغربية التي تعاني وتعاني بقسوة، وتبحث عن بديل ولن تجده إلا في الإسلام، وأعتقد أن المستقبل مملوء بالتفاؤل والأمل الكبير لإسلامنا.

.المبحث الثاني: قراءة في مقالة: المصريون في مهب الريح:

مقالة صحفية: نشرتها مجلة عرب تايمز العدد 107 بتاريخ، 11: 20 ديسمبر 1992،- بقلم محمد عبد المعطي- رحمه الله.

.بين يدي المقال:

(المصريون في مهب الريح):
تحت هذا العنوان كتب محمد عبد المعطي فقال: إن الاشتباكات بين المسلمين والأقباط في صعيد مصر، ثم الهجوم على باصات السياحة والانتقادات الموجهة إلى الحكومة المصرية، بعد فشلها في تدارك الزلزال (*) المدمر، ثم المواجهة الساخنة بين مصر وإيران، وتبادلهما التهديد كل ذلك يؤكد للمراقبين أن مصر قد أصبحت على أبواب حرب أهلية، قد تتمخض عن ظهور ثلاث دويلات فيها: قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية.
أصابع إسرائيل ليست بعيدة عن السيناريو الذي سيعصف بمصر، لذا ترتفع اليوم أصوات المخلصين في مصر من مسلمين وأقباط، يحذرون من المؤامرة الصهيونية التي تخطط في المرحلة الأولى لتدب الفوضى والفساد وإشعال حرب أهلية في مصر، ثم إبادة أبنائها، وتدمير حضارتها المعاصرة، ويترتب بعدها في المرحلة الثانية تقسيم مصر إلى عدة دويلات، دولة قبطية، ودولة إسلامية، ودولة نوبية، ثم ضم مصر لدائرة نفوذ إسرائيل الكبرى في المرحلة النهائية.
وكما عبر الإسرائيليون في عدة مناسبات أن السلام في مصر هو تهديد لإسرائيل وأنه من الأولى معالجة الأمر في أقرب وقت، وتدمير مصر بثقلها السكاني بدلاً من الانتظار حتى تجد إسرائيل نفسها في مواجهة (100 مليون قنبلة نووية)- كناية عن عدد سكان مصر في عام 2006-.

.الأوراق التي تمارس إسرائيل اللعب بها في مصر:

وتمارس إسرائيل اليوم بدعم الصهيونية العالمية لعبة الثلاث ورقات:

.أولاً: ورقة الأقباط وآمالهم في إنشاء دولة مسيحية:

المحلل للمؤتمر الصحفي الذي عُقد بالكنيسة المصرية في مصر، يشعر أنه يحمل تهديداً مبطناً بأن الأقباط بإمكانهم طلب الدعم الخارجي، وأنهم يعانون من الاضطهاد. ومن مؤشرات خطورة الورقة القبطية ما يلي:
1- لقد كانت ملامح الفتنة بين الأقباط والمسلمين في مصر واضحة في العهد السابق، ولكنها الآن في العهد الذي تعيشه أصبحت أخطر ورقة، وفي زمن استطاعت اليهودية العالمية أن توصل قبطياً مصرياً لأعلى منصب دولي في العالم (الأمين العام للأمم المتحدة) بمواصفاته الخاصة، وأبوه قبطي وزوجته يهودية، وهناك من يعتقد أن أمه يهودية أيضا، وجده معروف، أنه باع للإنجليز قناة السويس، ودفع لتصرفه هذا حياته ثمناً لها، ويتميز على كل الأمناء السابقين بزيادة صلاحياته، حتى إنه طلب تشكيل جيش عالمي بقيادته يتدخل في الحالات المماثلة لما يحدث في البوسنة والهرسك!!
وهذا أمر كأنه مخطط له، ليعطى الضوء لأقباط مصر، وليطمئنهم بأن كل العالم سيقف معهم لحمايتهم!! كما يتميز بتحيزه ضد البوسنة والهرسك بشكل لفت انتباه سياسيي وصحافيي العالم!!
2- يتابع المراقبون مناورات للحلف الأطلنطي في البحر المتوسط، ومناورات إسرائيلية وأمريكية مشتركة للتدخل السريع!! يمكن التدخل لحماية أقباط مصر!!
3- لقد وصل إلى مصر مؤخراً رئيس جمهورية أرمينيا في زيارة خاصة، وإن المتأمل لما قاله رئيس أرمينيا في مصر: ها هي أرمينيا تصبح دولة بعد ألف سنة، وهو أمر يتابعه الأقباط بحذر، فإسرائيل تعود بعد ألف عام، والعرب يخرجون من غرب أوروبا قبل 500 عام في 1492، والآن المسلمون يُبادون ويخرجون من شرق أوروبا (البوسنة والهرسك) في عام 1992، بعد أن مكثوا أيضا 500 عام.
4- ازدياد الجماعات المتطرفة المسيحية (هناك 14 مجموعة مسلحة)، وارتفاع الأصوات الداعية إلى إخراج العرب من مصر؟ لأنه على حد قول بعضهم، مصر وطن الأقباط، وإن المسلمين المستعمرين جاؤوا من الجزيرة العربية، وينبغي أن يُطردوا إليها، إن كل هذه الأصوات الداعية إلى الفتنة، والتي تجد الدعم والتأييد من الصهيونيين في إسرائيل، والحركة الصهيونية المسيحية في مصر تنتظر الظروف المناسبة لإشعال (بوسنة وهرسك) في مصر، تُدمر فيها البلاد، يُباد فيها المسلمون، على أن يخرج الأقباط بدولة تشمل الإسكندرية ومناطق مثل أسيوط والفيوم وجزء من القاهرة، وخلق دولة نوبية، وتلقى اعترافاً فورياً من فرنسا وإيطاليا وألمانيا (وكلها دول تتعاطف مع إسرائيل) يسعى لانتزاعه الأمين العام للأمم المتحدة!!.
5- إن هناك مؤشرات قوية على أن الأقباط أنفسهم يستعجلون الأحداث، حيث قبض على العديد من الأقباط الذين قاموا بإحراق منازلهم وسياراتهم واتهام المتطرفين المسلمين!!

.ثانيا: ورقة الإرهاب الإسرائيلي:

(كل هذه الأعمال تطرقت لها وسائل الإعلام العربية والمصرية).
أ- نشر المخدرات وإرسال الجواسيس.
ب- نشر الإيدز والدعارة.
جـ- تسريب الأسلحة واجتذاب العملاء، لتسخيرهم للأعمال التخريبية بمعرفتهم أو التغرير بهم.
د- القيام باغتيالات وأعمال إرهابية بالمتدينين بمصر.
هـ- البطالة وتتمثل في عودة الملايين من العاملين في الدول العربية إلى مصر، لظروف سياسية وتسريح أكثر من نصف مليون عامل بناء على طلب البنك الدولي.
و- تشجيع الحركات الباطنية مثل الشيعة والفاطمية والبهرة في مصر!!